يعرض هذا الكتاب منهجاً أصيلاً شاملاً للفقه في الاسلام بعيداً عن التصورات الخاطئة والمفاهيم المستحدثة للفقه والعلم والدين ينطلق من الوحي كتاباً وسنة، وتصوراً للفقه يشمل كل أوجه النشاط الانساني علماً وعملاً، في محاولة أن تسهم هذه النظرة الشمولية في إعادة صياغة المقاربة الإسلامية للأسئلة والقضايا المعاصرة في كل المجالات بناء على رؤية كونية مستمدة من الوحي ومبنية على مقاصده المنهجية، والعودة إلى المفاهيم الأصلية الشاملة للدين والعلم والفقه، وبالتالي الدور الشامل للعلماء والفقهاء في دراسات الأصول، والدراسات التخصصية المعاصرة، ودراسات الظواهر، والدراسات المؤسسية بعيدة المدى.
يرسم الدكتور جاسر عودة في هذا الكتاب ملامح خطة متكاملة ومركّبة لإحداث نقلة منهجية في الاجتهاد الإسلامي المعاصر في ضوء الكتاب والسنة وفي عدد من المستويات والمجالات. والإطار العام للمنهجية المقاصدية التي يطرحها الكتاب يأتي في سياق الاستفادة من محاولات التجديد التاريخية والمحاولات المعاصرة للتجديد الفقهي الإسلامي وقراءتها قراءة نقدية.
يتألف الكتاب من ستة فصول، يبدأ بمقدمات حول المنطق التواصلي المقاصدي الذي تستنطبته المنهجية في ثناياها، ويناقش الفصل الثاني إشكالات المقاربات الاجتهادية المعاصرة؛ ومنها: تقليد التراث دون الرجوع للوحي، وتبرير الواقع دون نقد، وتناقض المصادر المعرفية، والتفكيك دون تفريق بين الوحي والثقافة. ويستعرض الفصل الثالث الأصول المعرفية وأصول الوعي وأصول الاجتهاد، والتي تعتبر مقدمات للبحث في المنهجية، كما أنها نتائج لهذا البحث الذي تم التوصل إليه عن طريق شبكات معاني الوحي التي تولدت عن مقاصده.
ثم تفصيل لخطوات الاجتهاد أو الخماسية المنهجية في الفصل الرابع وخطوات بلورة التصور المركب الذي يقع في قلب المنهجية المقاصدية، ثم عرض خطوات المنهجية المقاصدية في إطارها العام، والتي يسلكها المجتهد من أجل الإجابة على الأسئلة العلمية والعملية للوصول إلى النظريات والمبادئ المقاصدية المنشودة، ويستكمل الفصل الخامس تقديم مفاتيح للمجتهد للتعرف على العناصر المنهجية المستنبطة من الكتاب والسنة، وهي سباعية: المقاصد، والمفاهيم، والفئات، والسنن، والقيم، والحجج، والأوامر وطرق الكشف عنها. ثم يختم الكتاب بعرض مقترحاً لإعادة صياغة الدراسات الإسلامية ومشروعاً لنهضة الفكر والأمة والإنسانية.

لطلب الكتاب، يُرجى التواصل مع الناشر: دار المقاصد.