محاضرة ألقيتها هذا الأسبوع في المعهد الإسلامي بتورنتو متحدثاً عن ابن رشد وكتابه الموسوعي بداية المجتهد، والذي صنعت له خلاصة منشورة. ابن رشد هو أحد هؤلاء العلماء الذين حرسوا الشريعة دون جمع مال ولا تحسين حال (كما قالوا عنه في التاريخ)، وتناولت في محاضرتي منهجه من باب مقاصد الشريعة. فقد تميز منهجه بالاختيار الحر والواعي للآراء حسب قوة الدليل لا حسب المذاهب ولو كان مذهبه المالكي، وفرق بين ما يدخل في الشرع وما هو من أمر السياسة، وبين ما يفصل فيه القضاء وما ينبغي أن يترك للناس، وركز في مواضع كثيرة من كتابه على مقاصد السكوت التشريعي أي ما لم يرد فيه نص محدد، وجدد في تبويب أبواب الفقه، وغير ذلك. وطرحت كذلك نقاط اختلفت معه فيها في ما يبدو لي، مع الإقرار بجلالة قدره وغزارة ما تعلمناه منه، رحمه الله.

رابط الكتاب