الكاتب: Editor

الاستبداد الفرعوني المعاصر.. نظرات قرآنية  محاضرة بمسجد أبي بكر في فرانكفورت كتاب الله – سبحانه وتعالى – هو النور الذي نبصر به، الطريق الذي نحلل به الواقع، والذي نستشعر به المستقبل. فالاستيعاب لكتاب الله مهم جدًا في التعامل مع أحوال الأمة. لقد اختار الله – سبحانه وتعالى – بعض القصص القرآنية، التي من خلالها نفهم الديناميات والنظم في فهم الواقع. والتركيز على بعض القصص يأتي بحسب أهميتها، والعبر المستخلصة منها، فهي تعد من أهم وسائل التربية. لذا لنستخلص العبر من قصة موسى وهارون – عليهما السلام – مع فرعون وهامان وقارون، في محاولة فهم أحوال الواقع واستشراف المستقبل.    المحاضرة:    {videobox}https://www.youtube.com/watch?v=B3NH3yqKiiU|الاستبداد الفرعوني المعاصر.. نظرات قرآنية{/videobox}  ...

مرت خمس سنوات مريرة منذ بدايات (الربيع العربي) في مثل هذه الأيام من عام ٢٠١١م، المرارة فيها كانت في كشف الأقنعة عن الواقع الحقيقي وميزان اتخاذ القرار الحقيقي في كثير من الحكومات والجيوش والمؤسسات والهيئات والأحزاب والأشخاص عربياً وعالمياً، ومرارة أخرى كانت في إعادة رسم خارطة المنطقة كلها جهاراً نهاراً على أعين شعوب مغيبة العقل مريضة البدن باهتة التدين ضائعة القيم – إلا من رحم الله، وقد تدهورت أحوال العالم العربي عموماً وبسرعة إلى أن وصلنا إلى قاع الأمم في كل إحصاء لمعايير التعليم والتنمية والحقوق والأمن والبيئة، وما زال هناك من يزين للناس أنهم يحسنون صنعاً. ولكن المرارة الأكبر في تلك السنوات العجاف كانت في حصد الصراع مع نظم الاستبداد بصوره وأبعاده المختلفة لأفضل وأغلى ما نملك من ثروتنا البشرية من الشباب والفتيات والرجال والنساء في مختلف أرجاء العالم العربي، إن لم يكن قتلاًِ أو جرحاً أو سجناً أو تعذيباً أو تشريداً فبالإحباط والحيرة والانكفاء على الذات والتخلي لا عن الثورة فقط بل وعن الدين والخلق والمبادئ جميعاً. هذه هي الخسارة الاستراتيجية الحقيقية جداً والمريرة جداً. ونكرر تكراراً – وليس من باب التلاوم وإنما من باب النصيحة والله تعالى أعلم – أن عدم سماع الكثير من القوى الثورية خاصة من الحركات الإسلامية لنصح الناصحين وغياب الرؤية الاستراتيجية الواقعية المدروسة لهم وللثورة بروافدها المختلفة، كانت مصيبة كبيرة وتراجعاً تاريخياً في كل محاولات وأفكار ومؤسسات الإصلاح والتدين والأخلاق والعدالة، ليس في العالم العربي وحده بل في الدنيا بقاراتها الست ودون...